الثلاثاء، 27 يوليو 2010

ذات فجر

دوما..يجد في مجتمعه شاطئا ممهدا كي ترسو عليه سفن شطحاته و نزواته..لا يفكر كثيرا في تبرير أفعاله..فقط يقول : مجتمع فصامي!!

يجلس هذا الذي لا يمل من تأمله وتفكيره الدائبين..يستحلب سيجارته وقت الفجر ويرقب شارعه من شرفته التي تقع في الدور الخامس من أعلي بناية في هذا الشارع الصغير..تجوب عينيه الشارع ذهابا وعودة :
.هؤلاء مجموعة من الشباب عائدين لتوهم من صلاة الفجر..يتبارون في إزعاج سكان الشارع.
لا يدري.. فربما يكون فعلهم البغيض هذا بقصد ؛ كي يوقظوا الغافلين عن صلاة الفجر !!
يقول هذا..لما خبره من أفعال شبيهة في المدينة الجامعية..حيث يقوم بعض الطلاب-من تلقاء أنفسهم- بطرق أبواب الغرفات حتي يوقظوا أصحابها لصلاة الفجر....لكي يدور عداد حسناتهم اللعين ؛ فالجنة في انتظارهم !!

.هذه سيدة وزوجها.. في الدور الأول من العمارة المقابلة ..بعد أن فرغوا من الصلاة يجلسون للحظات في شرفتهم..ثم تقوم هذه السيدة بإلقاء كيس الزبالة في وسط الشارع !!
لا يدري..كيف تحدثها نفسها بهذا الأذي..أليست خارجة منذ لحظات من لقاء ربها؟؟..أما تستحي ؟؟!!
المشكلة أن سكان هذا الشارع ينافس بعضهم بعضا في إلقاء زبالتهم في منتصف الشارع!!
يهوّن علي نفسه قائلا: لا بأس..يبدو أن بعض الحيوانات قد تركت أماكنها لتستقر في المدينة..بين البشر.

يشرب سيجارة بعد أخري..وكلما فرغ من واحدة تستدعي ما استطاعت من ذاكرته الحزينة..فيتذكر أيام التزامه بأداء صلاة الفجر..وسيره الحفيف في شوارع مدينته السكنية الهادئة وعودته من الصلاة بنفحات إيمانية تهتز لها جنبات نفسه ..يكلّلها في الصباح بسماع القرآن من الصوت الباكي"محمد صديق المنشاوي"..وكيف كانت أمه التي لم تزر مدرسة في حياتها تقول له-تأثرا- :
" هي الناس مش بتسمع قرآن وللا ايه يا ولدي ؟؟ الناس بتعمل اللي بتعمله في بعض ليه؟